شباب كايرو
مرحبا بك معنا فى منتديات شباب كايرو يسعدنا انضمامكم الينا لكى ترو كل المحتويات المخفية
شباب كايرو
مرحبا بك معنا فى منتديات شباب كايرو يسعدنا انضمامكم الينا لكى ترو كل المحتويات المخفية
شباب كايرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةمعرض الصور أحدث الصوردخولالتسجيل

 

 أنا ...و صديقي و الحب المستحيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 275
العمر : 29
الموقع : www.shbabcairo.ahlamontada.com
الجنس : ذكر

أنا ...و صديقي و الحب المستحيل Empty
مُساهمةموضوع: أنا ...و صديقي و الحب المستحيل   أنا ...و صديقي و الحب المستحيل Emptyالسبت مارس 10, 2012 4:41 pm

إني لأذكر طفولتي كأنها صور تتلاحق أمامي تذكرني بتلك الفترة من الزمن التي عشتها مع صديق لي بجوارحنا و رسمنا تفاصيلها بأناملنا، كان سلامة في مثل سني أداعبه ويداعبني يكاشفني أسراره و أبوح له بمكامن قلبي، كنا لا نفترق إلا على أعتاب الليل المظلم و صراخ الأبوان اللذان يشفقان علينا من برودة الجو و وحشة الظلمة، فلقد تلازمنا و تحاببنا حبا ما بعده حب و صداقة لا مثيل لها في دنيا الناس، و كأن القدر يخبأ لنا حادثا من حوادث الدهر، فتقاربت أرواحنا و تعانقت أحلامنا و كأن أحدنا يودع الآخر قبل موعد الوداع و ينظر في عينيه ليرى شيئا خفيا يتراءى له من بعيد يقول له أنا الفراق.
ثم أخذت تلك العلاقة تستحيل إلى نوع من أنواع الإدمان الطفولي حيث لا يشعر أحدنا بنفسه إلا بوجود الآخر و لا يتذوق الحياة إلا بمعية صاحبه، فقد أصبحنا نشترك في كل شيء حتى في المأكل و الملبس و لا نغدو حين نغدو إلى المدرسة و لا نعود منها إلا مترافقين أو متعانقين يحمل أحدنا فرحة الآخر إن فرح و يحمل أحزانه إن حزن، و لقد جمعتنا الأقدار و جمعتنا بساطة الحياة و بساطة القرية التي نسكنها، فلا تنتقل أخيلتنا إلى ما وراء المحيط الذي نعيشه و لا نذهب بأذهاننا من الحاضر إلى المستقبل إلا بالقدر الذي يذكرنا بالدراسة في الثانوية التي ننتقل بعد المرحلة الإعدادية إلى مدينة مجاورة لنزاول تعليمنا فيها فنشعر بالغبطة و السرور.
مضت أيامنا على ذلك المنوال في تلك القرية الجميلة الساحرة و في كنف تلك الجداول و البساتين الزاهرة و المساحات الخضراء المترامية و الربي و الهضاب المكسوة ببياض الثلج في فصل الشتاء و الأحراش التي تكسو المنحدرات و الشعاب و الأشجار المثمرة و الكروم الخضراء و المروج المائجة بالسواقي الجارية التي تسترسل في الجريان حتى ذلك الوادي الذي ينساب بين القرى على امتداد البصر والتي يعيش على ضفافه المزارعون و الرعاة، كانت تلك الحدائق الغناء تلهمنا أسرار الطبيعة و تفجر في قلوبنا الحب و معاني الحب و الجمال و خفايا الجمال فكان سماء ليلنا نجوم و كواكب و أنوار على أديم أزرق يأخذ بالألباب و ارض نهارها ورود و فراش و نحل و طيور و أزهار رسمتْ على ديباجة خضراء تتجلى فيها عظمة الخالق و بدائع صنعه.
كبرنا و كبرت أحلامنا و نما حبنا و خفق قلبينا لغد سعيد سنعيشه معا و نفرح و نمرح في هذا العالم الجديد الذي يدعى الثانوية، كان أول درس التقينا فيه مع أستاذة الموسيقى و كان أحلى لقاء و أجمل استقبال من أستاذة غاية في الأدب و الخلق و على جانب كبير من الحسن و الجمال.
خرج صديقي سلامة من الصف فرحا جذلان ينادي بأعلى صوته وجدتها ..وجدتها
قلت : ماذا وجدت ؟
قال : هوايتي
قلت: أي هواية؟
قال: الموسيقى
قلت: منذ متى ؟
قال: منذ الآن..منذ اللحظة التي رأيت فيها الأستاذة تداعب بأناملها البيانو و تشنف أسماعنا بلحن فعل فعلته في قلبي و خلب لبي.
كان أجمل يوم و كانت أفضل بداية يمكن لطالب أن يتصورها، فقد تركت أستاذة الموسيقى في أذهاننا انطباعا يوحي بأسرار كثيرة بل بمعاني لم ندركها و لم نعرف كنهها إلا بعد ذلك.
رجعنا إلى الغرفة و رجع صديقي يحدثني عن الموسيقى و المعازف و الملحنين و عن كل شيء له صلة بهذا العالم الذي اكتشفه للتو فأحبه وصدح به لسانه.
منذ ذلك اليوم أصبح سلامة شديد الولع بالموسيقى و بأستاذة الموسيقى، كان يحدثني عنها و عن جمالها وعن سحر ألحانها و تواضعها و لم يترك وصفا إلا وصفها به و لا مديحا إلا مدحها و أثنى على خصالها. و أذكر انه قال لي في يوم من الأيام إنها يا صديقي بلون البدر الذي كنا نتطلع إليه في القرية ذات ليلة ربيعية ساحرة و أناملها حين تداعب البيانو كأنها أرق من الورد تحت نور الفجر الصاعد و لحن يلقى على مسامعنا كلحون الملائكة في جنان الأرض، أما رأيت وجهها أليس هو السحر كله و الأنوثة في أسمى فنها إنه الدلال يا صديقي إنه الدلال خلق فيها ثم انتحر قلت أخ..أخ ..أوه ما بك يا سلامة ؟
عهدي بك أنك تهوى الموسيقى فماذا جرى ؟
قال لا أدري و سكت ..لكني عرفت.
فانتبهتُ إليها بعد غفلة و دفعني سلامة للتأمل فيها و في مظهرها من جديد من حيث أشعر و لا أشعر
كان يدفعه إليها جمالها و عذب ألحانها و كانت تدفعني إليها فطرة الشعر فيها و إحساسها الروحاني
فكان يسمع كلامها و أسمع معاني كلامها و يرى سحرها و أرى مواطن التصوف فيها و يرى جوانب الفتنة من جسدها و أرى جلال الحكمة من وصاياها.
و أذكر أن سلامة و من فرط تعلقه بها و افتتانه بألحانها، قام ذات يوم من مكانه و جلس إلى جانبها على كرسي البيانو و قال لها أتسمحين أن أعزف لك مقطوعة أهديها لك بمناسبة عيد ميلادك؟
قالت كيف عرفت؟
قال لها بلسان الواثق: عرفت لأنكي أستاذتي و من حقك علينا أن نهتم بك
قالت : هذه أمور خاصة
قال: نحن طلبتك و ما يفرحكِ يفرحنا
قالت له أتتجرأ ؟!!
قال: أستاذتي أرجو منك السماح لي بعزف هذه المقطوعة
فأومأت له أن نعم
فتحركتْ أنامله على آلة البيانو كموسيقار محترف و أسمعنا معزوفة رقيقة حزينة بأجود ما يمكن لعازف مبتدئ أن يجود به، فوقف الجميع يحيه و يصفق له، أما الأستاذة فكان لها شأن آخر
نظرتُ إليها، فإذا وجهها القمري المشرق قد احمر لونه و ظهر فيه ما يظهر على العذراء ليلة زفافها و تصبب العرق من جبينها كالدرر و طأطأت رأسها من شدة الحياء، فذهبتُ إليه فدفعته بقوة و قلتُ له اعتذر للأستاذة و لا تتمادى يا سلامة، فلاحظتْ ذلك مني و قالت لي بهدوء أتركه.. واستدارتْ إليه و قالت له شكرا على الهدية كنتَ رائعا و يبدو أنكم لم تصبحوا بحاجة إلي.. فقلتُ لها عذرا سيدتي ..
أنتِ كما قال الشاعر
أنتِ فوق الخيال و الشعر و الفن...............و فوق النهى و فوق الحدود
فتعجبتْ و قالت أنا لستُ أمام موسيقار فقط بل أنا أمام شاعر و فنان كذلك
أما سلامة فقد وقف ساكنا و قد احمر وجهه و تلعثم لسانه و لم يدري ما يفعل.
و من ذلك اليوم بدأت حياة سلامة تأخذ منحى أخر حينما قال لي بلسان المحب الولهان ذات أمسية
لقد أحببتها يا صديقي...و شعرتُ بحبها من أول يوم رأيتها فيه ، لقد دلني قلبي عليها و رفرفت روحي حواليها و ناجاني جمالها الصارخ و أنوثتها الناضجة، فأحسست بسهام عينيها يخترقان فؤادي و أنوار عينيها تستقران في عيني .
لقد آمنتُ أني و جدت هوايتي و وجدت حبي و دخلتُ رياض حبها و فردوس غرامها، و هو يكلمني سرحتُ بخيالي و تحدثتُ لنفسي بلسانه و استعملت فكري و خاطبت روحي قائلا لها :
يعيش الأحبة بالأمل، و إنه لواسع سعة السماء، فسيح الأرجاء، و تحلق أحلامهم في مجال لا حدود له تملأ القلوب بالحياة السعيدة و العقول بالرضاء.
قلتُ له ويحك يا سلامة كيف تحب امرأة تكبرك سنا وهي قبل ذلك أستاذة لها حرمتها و وقارها و لا يعقل منك أن تسمح لنفسك بأن تحدثك بهذا الحديث و أنت شاب في بداية الحياة لا يمكن لك أن تفكر إلا في الدراسة و التحصيل.
قال لستُ أنا ..إنه قلبي
و في الوقت الذي كنت أحدث فيه سلامة و انصحه، انتابتني أحاسيس غريبة و شعرت فيها و كأني أوجه اللوم لنفسي قبل صديقي، فاقشعر جسدي و ارتعدت فرائصي و همتُ على وجهي لا أدري ما يختلج في نفسي و ما يخفق به قلبي لكن كنت خائفا مروعا من إحساس قد يكون صادقا يشبه الذي حصل لسلامة.
لقد كنا شابين صغيرين بريئين أتينا من قرية نائية لا تعرف إلا العفة و الطهر ففتحنا قلبينا الصغيرين على مصراعيهما ليغزوهما الحب و أي حب؟! ، حب فتاة تفوقنا سنا أقمنا لها فيهما معبدا للجمال عنده و للخصال عندي، و مع أني كنت أعرف ما يجول في خاطر صديقي وما في أفكاره و ما في ثنايا نفسه لكنه ما عرف أبدا ما اعتراني و أني قد بنيت لها في خيالي تمثالا لا يشبه تمثاله و رسمت لها صورة تختلف عن صورته.
كنا نلاحق الفراش في قريتنا بين البساتين و الترع ، و نتـنسم العطور و الرياحين بين الجدران العتيقة و نقف على حافة الوادي نسبح و نغنى للحياة أغاني الطفولة و ها نحن الآن نقف على شاطئ آخر و ساحة أخرى نرقب طريقا لا نعرف بدايتها و لا كيف تكون نهايتها.
و سألتُ نفسي عن أمل موشح بالبراءة هل يمكن لها أن تبادلني أو تبادله الحب؟
فإذا حبنا الطفولي بلا أمل، و إذا حبنا كالزنبقة النابتة على صخر أصم لا تمتد جذورها و لا يستقيم حالها.
و مع مرور الأيام عرفت الأستاذة ما يجول في خواطرنا و انتبهت لتصرفاتنا و نظرات عيوننا بل الأدهى أن سلامة كان يتعمد إظهار مشاعره و يحاول التقرب إليها كلما سعفه الحظ و وجد سبيلا لذلك.
كانت تلاحظ نظرات الحب التي تلاحقها ..و تمتمات الهوى من بين شفاهنا ... و لم تكن أبدا شاردة أو غافلة عن هذه المشاعر الطارئة التي يعاني منها شابين مراهقين.
لكنها ما أزعجتنا يوما و لا لامتنا على جرأتنا أو أفسدت علينا أحاسيسنا الصادقة بل كانت تعاملنا نحن الاثنين بمعاملة خاصة و تقربنا إليها بشكل يوحي أنها لا تدري شيئا مما يجول في دواخلنا.
و بالرغم من ذلك راودني شعور و حدثتني نفسي أنها تميل إلي و تبادلني نظرات قليلة لكنها مختلفة في تركيزها ..مختلفة في شكلها في معانيها في التفاتتها.
و وجدتُ نفسي وجها لوجه مع شابة أنيقة في كل شيء.. في أدبها الرفيع و علمها الوفير و خلقها الذي لا مثيل له و فكرها المنير و تواضعها الذي قل نظيره..
تأسرك بكلامها بأحلامها باحتوائها لك و حنانها المتدفق الذي يغمرك فلا تملك إلا أن تحبها قبل أن تقدرها.. و تعشقها قبل أن تحترمها.. و تتمنى أن لا تختفي على ناظريك حتى ترتوي من جمال محياها و رقة بسمتها و حيائها المتزايد، قلتُ لقد وجدتُ نفسي وجها لوجه مع عاطفتي التي انطلقت من عقالها و قلبي الذي تضاعفت دقاته حتى خلتُ أن سلامة يسمع خلجاته فيفتضح أمري أمامه و هو قد غرق في هواها إلى حد بعيد.
لقد أحببناها ... و دلنا قلبها عليها و دعتنا روحها إلى حماها، واستيقـنا أن أرواحنا وجدت أخيرا أليفتها،
و ذهبنا في حبها مذهبين
أما سلامة فكان مذهبه في حبها جمالها و روعة إطلالتها و قدها الفاتن الذي يتهادى من بعيد كالشمس المشرقة على صفحات الماء الرقراق و الذي أخذ لبه و ملك عليه أمره عذب ألحانها و شجا أنغامها .
أما أنا فحبي لها كان ضربا من ضروب الزهد و نوع من أنواع التمازج الروحي فيه من الشعر ومن الفلسفة و من الإبداع ما لا تعرفه إلا هي، فتقف أمامك آمرة كالملكة و مؤدبه كالمربية و روح شاعرة كالفنانين و الأدباء و ترانيمها فيها من العمق و السحر و التأوه ما لا يفهمه إلا موسيقار خبر الموسيقى وامتزجت علومها بدمه و لحمه.
عشنا بعد ذلك أياما كلها عشقا و هياما و نحن لم يزل لحمنا طريا لم نخبر بعد عذابات الحب و ويلات السهر و الأنين، و احسب أن الأستاذة كانت تتعذب مثلنا لكن لا يظهر منها إلا أنها المربية و نحن التلاميذ.
وجاءت نهاية السنة بسرعة.. وعلمنا أن أستاذة الموسيقى ستغادر المؤسسة في السنة القادمة لتكمل دراستها العليا في معهد الموسيقى بالعاصمة، فنزل الخبر علينا كالصاعقة و أوينا إلى غرفتنا تلك الأمسية في حالة من الحزن و الذهول ما لا يعلمه إلا الله، فكان سلامة يبكي و عيناه تمطر دمعا أما أنا فكان قلبي يتفطر بل يتقطع و لا أستطيع أن أبوح بكلمة، فكنتُ أواسي نفسي و صديقي و لا ندري ما حل بنا و إي الأقدار ألمتْ بساحتنا و بينما نحن نتشاكى و نتباكى إذ خطرت فكرة لسلامة فقال يا صديقي هل تكتبْ لي رسالة؟
قلت: لمن؟
قال : لأستاذة الموسيقى ..إلى حبيبتي
قلت : ماذا عساني أكتب؟
قال : قلْ لها أني أحبها حبا لا مثيل له ثم أكتب ما بدا لك
فكانت فكرته مبعثا للسلوى عندي و طريقا لإذابة حبي الكامن على صفحات الورق بمداد الحب المقدس
فكتبت الرسالة بيدي و قلبي و فكري على لسان سلامة فقلت:

أيتها القديسة الطاهرة التي تسمى في عرف الناس أستاذة :

كان أول يوم و كان أول حب
و لم أكن أعلم أن دروس الموسيقى ستحدث انقلابا شاملا في كياني
و لم أفهم كيف أن أصابعك و هي تداعب أزرار البيانو ستفعل فعلتها و تدغدغ مشاعري فتـتفجر سواقي و وديان فتأخذ الأخضر و اليابس أمامها فلا تترك إلا تمثال حبك يصارع أمواج حبي الصاخبة.
و أن شفتيك القرمزيتين اللتان تتحركان بتلك الأنغام الشجية تأخذني إلى عالمك الموشح بالأحزان فلا أجد له منفذ
كنتُ أسعى إليك لأن حديثك يطرب سمعي، و جمالك يغذي بصري و تكرار أنغامك على مسامعي يتردد صداها في قلبي و عقلي فأحس بحبك، و شهيق روحك و هو يتلو تراتيل الحب المقدس يجد صداه يسري في نفسي سريان الدم في العروق.
كانت دروسك في الموسيقى دروسا في الفلسفة في النفس في الروح بل كانت أسرارا لا يعرفها غيري، و كنت أنا التلميذ الذي يعيش في عقل أستاذته و تعيش هي في قلبه.
لقد أحببتك..أحببت كل شيء فيك وكان حبك كالشمس التي تسطع على الأرض كلها فتغمرها بالدفء و السكينة.
دخلتِ ذات يوم كياني... و زلزلتِ أرائي و أفكاري، فلم أعشق الطبيعة التي علمتني خفايا الحياة في قريتي الصغيرة كعشقي للطبيعة التي أوجدك الخالق عليها.
لقد أحببتك و ها أنا اليوم أصارحك و لا أدري ما يكون ردك ..لكن أنا متأكد بأني سأفوز بقلبك و سأجد متسعا لحبي فيعانق حبك و روحي ستغلفها روحك لأنك فتاة تغمرها الفضيلة و يشع من وجهها الجمال، و البراءة التي تجلت أمامنا مكشوفة لا تشوبها شائبة في فصول الأيام الماضية.
فلا تضني علي بهمسة من همساتك أو بسمة من بسماتك أو نظرة من نظرات عينيك الجميلتين وتأكدي أنها ليست عاطفة شاب مراهق، إنما هي عاطفة راسخة كرسوخ الجبال الراسيات، إنها عاطفة شاب محب ..أحبكَ بإخلاص.
بانتظار رسالتك إلي ، بانتظار أملك الذي يحي قلبي.. تقبلي تحيات قلب حزين لفراقك..
سيعيش يبحث عن حبك حتى يجده.
طار عقل صديقي سلامة من الفرح و قام فقبلني على جبيني و قال لي :
أوه يا صديقي لقد وصفت حبي و أظهرت تقاطيع روحي و مكامن الألم من نفسي رائع أنت و الله !!
فقلت في نفسي إنه حبي لا حبك و أحزاني لا أحزانك لكن هو قدر جمع بيننا و جمع حبنا في فتاة واحدة.
أخذها مني و طار بها في تلك الظهير إلى أستاذة الموسيقى و سلمها إياها
قالت: ما هذا؟
قال : رسالة
قالت: ممن؟
قال: أ..أ..أ...مني
قالت: أنا أمامك فلما تكتب لي رسالة..ماذا تريد؟
قال : افتحي الرسالة و ستعرفين ما أريد
فقرأتْ في عينيه معاني رسالته و قالت : سأقرؤها
قال : شكرا و اختفى بين جموع الطلبة كالخيال
بتـنا ليلتنا تلك نتحاشى الخوض في هذا الموضوع بل كان جل حديثنا عن القرية و الأصدقاء و الكتاتيب وكيف دخلنا المدرسة الابتدائية في عمر متأخر كعادة أهل البوادي الذين يوجهون أبنائهم لحفظ القرآن ثم بعد بلوغ الطفل سن الثامنة يرسلوه مرغمين إلى المدارس النظامية، ثم قال سلامة ضاحكا أوه صديقي لقد بلغت الثامنة عشر من العمر قلت له و أنت كذلك.
يوم جديد هل يحمل تباشير الحبيب؟... هل هذا ممكن؟
ذلك الذي حدث في ذلك اليوم الخالد من تاريخ هذه القصة
جاءت تمشي على استحياء تقدم خطوة و تؤخر أخرى كنت أرمقها من بعيد و أنا بين الطلبة فأومأتْ إلي على بعد مسافة أنْ أقدمْ .. ففهمتُ قصدها و اتجهتُ نحوها
قلت: صباح الخير أستاذتي
قالت : صباح النور ..هاك مرسول
قلت : لمن ؟
قالت :لك
قلت : لي !! ؟
قالت : نعم لك.. ألم تكتب لي ؟
ألم تكن رسالة البارحة رسالتك؟
قلت متجاهلا ..أي رسالة؟
قالت إذا ..إلى اللقاء
قلت : لا ..لا..لا
قالت: أعرف أنك أنت الذي كتبتها .. و الكلام كلامك والأسلوب أسلوب و ها أنا أجيبك.. خذ الرد
فصعقتُ من كلامها و كدت أسقط من الحياء و لم أفق إلا و سلامة بجانبي
قال : رأيت الأستاذة تغادر من هنا
قلت: نعم لقد أتت بجوابك و ها هو.. خذه
فصرخ بأعلى صوته...جاني الرد.. جاني الرد
و فتح الرسالة و بدأ يقرأ
قلت لا يصلح أن تقرأها هنا في الساحة.. هي بنا إلى الحديقة المجاورة
و جلسنا في ناحية متخفية و بدأ سلامة القراءة وأنا أستمع إليه بجوارحي كلها ..قالت:

عزيزي..

تكون مخطئا إن قلتَ أني لم ألحظ نظراتك إليْ و الرسائل المشفرة التي كنتُ أتلقاها منك بين الفينة و الأخرى كانت تقع مني موقع الندى من الزهور..فالتعلم أني إنسانة لها مشاعر و أحاسيس و لستُ تمثالا منحوتا من صخر أو فتاة مغفلة لا تدري ما يحيط بها، وها أنا أصارحك و أعيش لحظات الفراق معك و أبوح لك بأسرار لم أستطع الاحتفاظ بها ولو لم تبادر بالكتابة إليْ لكتبتُ لك و لبكيتُ على فراقك.
لقد انتبهتُ لك في أول دروسي حينما كنتَ تناقشني فأعجبني طرحك و سحرتني لغـتـك
فوجدتُ في سماتك بعض ما كنت أحلم به في فارس أحلامي
و لما طال الحال بيننا و أصبحتُ أراك حقيقة ماثلة أمامي تـتـلقى الدرس تلو الدرس، شاهدتُ عينيك تبحثان عني في كلامي ، في ألحاني ، في كل حركة من حركاتي ، تيقنتُ أنك تبحث عن فتاة مختلفة و كانت تلك الفتاة هي أنا ..فبدأ حبك يلج عالمي المغلق و يطرق بابي الموصد محاولا فتحه فأعنته على نفسي فدخل بدون عناء و ها أنا أقول لك بصريح العبارة أني
أحبك
أجل أحبك، لكني آليت على نفسي أن أكتم حبي و أدفنه في صدري ، فإن قدر لي أن أعيشه معك فسوف أعلنه إلى الناس كأقوى ما يمكن أن يكون صفاء و نقاء وظهورا ، وإلا فسوف أغلق الباب دونه حتى أوافيك هناك في الجنة.
ورغم فارق السن البسيط الذي بيننا إلا أني لم أرك إلا رجلا شامخا ناضجا متأدبا لا يمكن أن تغفل عليه فتاة مثلي، فبادلتك إحساسا بإحساس و حبا بحب .
و لقد حاولتُ جاهدة أن أداري عاطفتي لكي لا يفتضح أمري أمامكم لكنك كنتَ الوحيد الذي أحسبه فضحـني و خرقتْ أشعة عينيه أضلعي و وصلتْ إلى أعمق نقطة من سويداء قلبي فعرفتُ حالي أني لست بالقوة التي أتوهمها و المقاومة التي أبديها، فسقطتُ طريحة حبك الطاهر .
يا الله ما أسعدني بك ،، ما أنبلك
لم تبدي يوما إساءة لي رغم عواطفك العارمة
إني أشعر بك و يكاد قلبي يفر من بين أضلعي ليوافيك
أصحيح أن دروسي غيرت مجرى حياتك؟.. لا أصدق
كأني في حلم ..أصحيح ما قرأته في رسالتك .. أكاد أجن
أنا الآن لست بالأستاذة لكني الحبيبة ..آه آه بل القديسة التي تقف أمامك بقلبها الطاهر لتقول لك
أيها السيد دعنا نحب بعضنا و يشهد الله و الملائكة أني ما أحببتك لمتعة أو مجون أو شهوة طارئة بل أحبك في الله..لخلقك و أدبك و سمو روحك.
لكني أقول لك كلمة أخيرة
أحبك، و لن أغلق الباب دونك ، ستبقى في قلبي ما حييت و سأغلقه بعدك إلى الأبد.
الوداع الوداع .. الصبر الصبر
لأني سأسافر و ارحل عنك لإكمال دراستي و لا أعلم ما يكون من شأني بعدك.. و أنت لا تزال بعد في سن مبكرة
فليحفظك الله و يسدد خطاك واعلم أن فتاة قديسة في أرض ما.. تحبك و ستبقى تحبك و تدعو لك
إلى أن يشاء الله
سأحزم حقيبتي و سوف لن تجدني بعد اليوم..الوداع الوداع ..يا حشاشة الروح
انتهت الرسالة و لم نتمالك أمرنا حتى سقطنا مغشيا علينا و لم نفق إلا و نحن في الغرفة طريحي الفراش ذات ليلة من يوم 06 جوان من سنة......./...../....


بصراحة مش انا صاحب القصة بس صدقونى من الصحب جدا انك تنقى قصة مثل هذه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbabcairo.ahlamontada.com
 
أنا ...و صديقي و الحب المستحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب كايرو :: المنتدى الترفيه :: القصص والروايات-
انتقل الى: